الموت في شهر شعبان .. شهر شعبان من الشهور التي وردت فيه فضائل وخصائص كثيرة، ذكرتها كتب السنة النبوية المطهرة، وتناقلها العلماء في كتبهم، لكن هناك بعض المواصفات التي ذكرها القلائل لشهر شعبان إلا أنها قصص ضعيفة أو لم تثبت على نحو قاطع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

الموت في شهر شعبان

ومن هذه الموضوعات ما يتداوله البعض من أنه في شهر شعبان تكتب آجال الناس وتزداد حالات الموت فيه وبطراز أخص في ليلة النصف من شعبان، وهو قول لم يثبت على نحو قاطع ولم يأت فيه عصري شريف عن النبي صلى الله فوق منه وآله وسلم.

أما عن دافع انتشار ذاك القول عن شهر شعبان ورود عدد محدود من الآثار الضعيفة نقلها القلائل بأن أسماء من كُتب عليهم الهلاك في السنة كله يوحيها الله تعالى إلى ملك الهلاك في شهر شعبان، وتحدد آجال الناس له.

واستدل القلائل على ذاك بتفسير للآية الكريمة في سورة الدخان إذ يقول الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ. فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، والآية الكريمة لا تتعلق بشهر شعبان، لكن إن السياق القرآني يؤكد أن البيان عن شهر رمضان لأن القرآن قد أنزل في ليلة القدر وفقًا للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

ويستند القلائل أيضاً على أثر واهن في كون الهلاك يزداد في شعبان وتكتب فيه الآجال، وهو الأثر الذي أخرجه الخطيب وابن النجار عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بصيام شعبان كله حتى يصله برمضان، ولم يكن يصوم شهرًا كامِلًا سوى شعبان

فقلت: يا رسول الله! إن شعبان لَمِن أحب الشهور إليك أن تصومه؟ فقال: “نعم يا عائشة! إنه ليس نفس تموت في سنة سوى كتب أجلها في شعبان، فأحب أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي وعمل حسَن”. وهذا الأثر قد ضعفه الإمام الدارقطني في كتابه “ميزان الاعتدال” وصرح عنه: “ليس بالقوي”.

وقد علق العلماء على هذه الآثار التي وردت في أن الوفاة يتكاثر في شهر شعبان وأكدوا أنها آثار واهنة لا يلتفت إليها ومن ضمنهم القاضي أبو بكر ابن العربي الذي صرح في كتابه “أحكام القرآن”: “وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يُعوَّلُ فوق منه، لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلتفتوا إليها”.