نهاية شهر 3 اي برج .. في الحادي والعشرين من آذار بدأ فصل الربيع، واتجهت الأبصار ناحية المنجمين الذين يؤكدون وجود علاقة بين شؤون حياة أي انسان والبرج الذي غلام فيه، وبما في هذا البرج من أجرام سماوية.

ويبني المنجمون حساباتهم على مواقع الشمس والقمر والنجوم وخمسة كواكب ترى بالعين المجردة، هي عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل من ضمن 9 كواكب في مجموعة النظام الشمي رصدت حتى حالا.

نهاية شهر 3 اي برج

واتخذ هؤلاء المنجمون من عدد محدود من النجوم التي تظهر كخلفية للأرض في فلكها حول الشمس ‘ما يدري ببيوت الشمس’ أثناء سنة كاملة، ابراجا عددها 12 برجا لأن السنة تتشكل من 12 شهرا، وتنزل الشمس ظاهريا من وقت شروقها الى وقت غروبها في برج محدد لوقت معينة طوال السنة.

وفي العصر الحوار يستعمل ممارسو التنقيب دراية الفلك والرياضيات وحتى الكمبيوتر للتدليل على ضرورة وعلمية ما يفعلون، واقتصرت موضوعاتهم على الأواصر العاطفية والرزق والسلطة والصحة والموت.

وقد بدأت ممارسة التنقيب على أيدي كهنة قبل نحو 6 آلاف سنة في بابل، حيث راقبوا السماء وسموا كل ما رأوا نجما بما في هذا ما يدري حالا بالكواكب، ولم يتبينوا إلا خمسة كواكب فقط، وهي الكواكب التي ما زالوا يعتمدون عليها.

وربط ممارسو التنجيم بين حدوث تعمل على متابعة سنوي لأشكال معينة لنجوم أسموها ابراجا مع ولادة ملوكهم وكهنتهم وكبرائهم وحدوث كوارث طبيعية ورغبة هؤلاء في دراية مستقبلهم الشخصي، وبالتالي بدأت عملية التنبؤ.

بل عقب مرور اكثر من 6 آلاف سنة يؤكد علماء الباخرة ان الابراج تغيرت، وان ثبات مواقع النجوم في الفائت كان نسبيا، فالنجوم تسبح في أفلاك بعينها، وبالتالي فان الأبراج وتوقيتات نزول الشمس فيها تغيرت.

وفي كتابه ‘الأهلة ـ نظرة شمولية ودراسات فلكية’ الصادر عن الدار المصرية اللبنانية يؤكد مؤلفه عدنان عبدالمنعم قاضي ان الاعتدال الربيعي الذي وقع قبل بحوالي 4400 سنة (الذي يؤرخ الآن في 21 آذار أو الحمل) يصدر في برج الحوت وليس الحمل، وسوف يصدر في برج الدلو عقب 2600 سنة.

ويورد قاضي جدولا للتحول في الأبراج وتواريخها فبينما يبدأ برج الحمل في 21 آذار قديما، يبدأ في 21 ابريل مؤخرا، بينما كان برج الثور يبدأ في 21 ابريل فانه يبدأ في 22 أيار حديثا، وفي حين كان برج الجوزاء يبدأ في 22 أيار في الماضي، فانه يبدأ في 22 حزيران في الدهر الحالي، وهكذا.

ويميز قاضي بين علم السفينة Astronomy والتنجيم Astrology مؤكدا ان هنالك خلطا بين المصطلحين لدى الناس والمنجمين.

ويناقش الأسس التي وضع المنجمون عليها ‘علمهم’ فالكواكب الخمسة التي كانت معروفة في المنصرم أصبحت تسعة، فهل الكواكب الأربعة المتبقية غير فعالة في حياة الناس، اذا اتفقنا على ان الكواكب الخمسة الأولى لها تأثير؟

وماذا عن النجوم التي لم تصنف في أي برج أو أبراج اخرى ليست في خريطة المنجمين، ألا يقتضي ان يكون لها تأثير في الإنس؟

ويؤكد ملف كتاب ‘الأهلة’ ان هنالك كوكبة من أشهر الكوكبات وأجملها وأوضحها وهي كوكبة الجبار، فلم لا يكون لتلك الكوكبة أو نجومها مثلا أثر في أحاسيس وأرزاق أفراد بعينهم؟

ويشير قاضي الى ان ممارسي التعدين صنفوا كل الشخصيات البشرية في 12 شخصية، وهذا أبعد ما يكون عن الواقع، فالشمس تمر عبر ثلاثة عشر برجا، إذ يظهر التنقيح ان الشمس في الفترة من 1 الى 17 ديسمبر من كل سنة تكون في برج القوس، ولذا علميا بعيد عن الواقع.

بل الحقيقة هي انها تكون في كوكبة الحواء أو حامل الحية، وتقع بين برجي العقرب والقوس، بل المنجمين لا يذكرونها البتة، وتمكث الشمس في كوكبة الحواء فترة 17 يوما بينما تمكث في برج العقرب 7 أيام فقط.

ويضيف قاضي ان الأبراج يمكن ان يزيد عددها الى 18 برجا اذا اضفنا الى الشمس القمر والكواكب والنجوم. اما اذا اضفنا يورانس ونبتون، فان الكوكبات التي تتخطى عبرها الكواكب في المجموعة الشمسية تبلغ الى 41 برجا وكوكبة.

ويشير قاضي الى ان التحالف الفلكي العالمي في باريس جعل عدد الكوكبات 88 كوكبة، علما بأن اشكال وأسماء البروج والكوكبات هي طقوس بشرية، وليس لأسماء هذه البروج والكوكبات اي سعر علمية