هل الاحتفال بيوم الاسراء والمعراج بدعة … إذ يزعم عدد محدود من الناس أن الإسراء لم يحدث في ذلك الوقت وأن ذلك بدعة، أفيدونا أفادكم الله.

هل الاحتفال بيوم الاسراء والمعراج بدعة

يجيب الطبيب شوقي إبراهيم علام، مفتي جمهورية مصر العربية بأن إحياءُ المسلمِ ذكرى الإسراءِ والمعراجِ بأنواع القُرَب المتغايرة أمرٌ مُرَغَّبٌ فيه شرعًا؛ لِمَا في ذاك من التَّكبيرِ والتَّكريمِ لنبيِّ الرَّحمة وغوث الأمَّة سيدنا محمدٍ صلى الله أعلاه وآله وسلم.

والمشهور المرخص من أقوال العلماء أنَّ الإسراء والمعراج وقع في شهر رجبٍ الأصمِّ، وقد حكى الحافظ السيوطي ما يزيد عن خمسة عشر قولًا؛ أشهرُها: أنه كان في شهر رجب؛ حيث أفاد في “الآية الكبرى في بيّن قصة الإسرا” (ص: 52-53، ط. دار المحادثة): [وأما الشهر الذي كان فيه: فالذي رجَّحه الإمام ابن المنير على قوله في السنة ربيع الآخر، وجزم به الإمام النووي في “شرح مسلم”، وعلى القول الأول في ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه.

وقيل: في رجب وجزم به في “الروضة”.

وقال الإمام الواقدي: في رمضان.

والإمام الماوردي في شوال، لكن المشهور أنه في رجب] اهـ.

ونقل الإمام أبو حيان في تفسيره “البحر المحيط” (7/ 9، ط. دار الفكر) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله سبحانه وتعالى عنها أنها أفادت: “إنه كان قبل الهجرة بعام ونصف؛ في رجب”.

وجزم بهذا الإمام ابن منحة الأندلسي في “الذي تم تحريره الوجيز” (3/ 435-436، ط. دار الكتب العلمية)؛ فقال: [وكان ذلك في رجب] اهـ.

وهو ما صرح به الإمامان ابن قُتَيْبة وابن عبد البر المالكي؛ كما ذكر الحافظ القسطلاني في “المواهب اللدنية” (2/ سبعين، ط. دار الكتب العلمية)، والعلامةُ الدياربكريُّ في “تاريخ يوم الخميس (1/ 307، ط. دار صادر).

وتعيَّينُ الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب: حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو الذي جرى عليه عمل المسلمين أثريًا وحديثًا:

فحكاه الحافظ ابن الجوزي في “المنتظم في تاريخ الملوك والأمم” (3/ 26، ط. دار الكتب العلمية)؛ فقال: [ويقال: إنه كان ليلة سبعٍ وعشرين من رجب] اهـ.

وممن اختاره وجزم به: حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي الشافعي في كتابه الهائل وديوانه الحافل “إحياء علوم الدين” (1/ 367، ط. دار الشعب)؛ إذ أفاد: [وليلة سبعٍ وعشرين منه -أي: من شهر رجب-، وهي ليلة المعراج] اهـ.

والإمام الحافظ أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي في كتابه “الوفا بتعريف فضائل المصطفى” (1/ 162)؛ حيث حكى الجدل في زمن المعراج، ثم صرح عقبه: [قلت: وقد كان في ليلة سبعٍ وعشرين من رجب] اهـ.

ونقله أيضًا الحافظُ العيني في “عمدة القاري” (4/ 39، ط. دار إحياء الإرث الثقافي العربي)، والقسطلاني في “الموهوبين اللدنية” (2/ 71، ط. دار الكتب العلمية)، وغيرهما.