تاريخ اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية 20 شباط/فبراير … قبل التطرق الى التعريفات المتغايرة لمفهوم العدالة الإجتماعية باستفاضة سنلقى الضوء على مفهوم العدالة لإنبثاق مفهوم العدالة الاجتماعية منه. مفهوم العدالة مفهوم بال جدا ولقد تجلى فى الفكر المصرى القديم بواسطة “ماعت” وقد تجلى أيضاً فى الفلسفة الصينية القديمة والفلسفة اليونانية القديمة. ويُعد مصطلح العدالة الإجتماعية هو إصطلاح كاثوليكي بالأساس وبعد ذاك تم أخذه من قبل العلمانيين الحداثيين، وتم استعمال مفهوم “العدالة الاجتماعية” لأول مرة فى العصر المحادثة نحو عام 1840 كتعبير من المفكرين الساسة عن نوع حديث من الفضيلة اللازمة لمجتمعات ما في أعقاب الزراعة (المجتمعات الصناعية)، وقد تم إستراتيجية الاصطلاح من قبل المفكرين الحداثيين العلمانيين ليعني تقسيم البلد المشترَك لمزايا وأعباء المجتمع  ويُعتبر أول استعمال لمصطلح العدالة الإجتماعية حينما كتب قس إيطالى يُدعى “لويجي تاباريلي دازيليو Luigi Taparelli D’Azeglio” عن الاحتياج الى استرجاع الفضيلة القديمة لما كان يُسمى “العدالة العامة General Justice ” عند أرسطو والقديس توما الإكويني ولكن فى شكل معاصر وقد أدرج لويجي تلك العملية أسفل مفهوم “العدالة الإجتماعية”

تاريخ اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية 20 شباط/فبراير

وايضاً تجلى مفهوم العدالة بصور مغايرة فى الفكر السياسي الاسلامى والمسيحى. وقد إتضح تيار فكرى بأكمله هو تيار اشتراكي يشير إلى بقيمة العدالة الإجتماعية بدايةً من رواد الفكر الاشتراكي وهم روبرت أوين وسان سيمون وشارل فيورييه وتقدم ذاك على يد كارل ماركس

ثانياً التعريف اللغوى لمفهوم “العدالة الإجتماعية”:

ولغوياً فإن مفهوم العدالة من المفاهيم التى تحمل دلالات متعددة فى اللغة العربية. فعلى الضد من لغات الحضارة الغربية التى تعرف المفهوم فى لفظ العدالة فحسب، تعرف اللغة العربية المفهوم فى عدد من المترادفات، فالى جانب العدل والعدالة ثمة الإنصاف والنصفة والقسط والقسطاس والوسط والقوام وهى مفاهيم تشير الى معنى العدالة فى دلالات متنوعة. القسط: هو الإنصاف البيِّن الواضح، ومنه سمي المكيال قسطًا، والميزان قسطًا؛ لأنه يصور لك الإنصاف في الوزن حتى تشهده واضحًا، وقد يكون من العدل ما يخفى، ولهذا قلنا: إن القسط هو النصيب الذي بينت وجوهه وأصل كلمة Justice لاتيني، فهى مشتقة من كلمة Justitia وتعنى سمة أن تكون عادلاً. وفى المعنى اللغوى لمفهوم العدالة أو العدل يمكن الإشارة الى عدد من المعانى. المعنى الأول، الإنصاف بمعنى الإنصاف فى الحكم وعدم الظلم أو الجور فيه فيقال عدل أعلاه فى القضية فهو عادل والعادل هو واضع كل شئ موضعه وورد أيضاًً أن الإنصاف هى ثمن لقاء للظلم. ويتمثل المعنى الثانى للعدل بمعنى المساواة والإستقامة والتوازن

وتعريف العدالة الإجتماعية لغوياً هو بالتأكيد نقيض الظلم الإجتماعى، والذى يتجسد فى متعددة صور منها الإستبداد والإستعباد والقهر الإجتماعى.

ظهرت تعريفات متعددة لمفهوم العدالة الإجتماعية وأهتم الكتاب بأبعاد غفيرة أساسية لتوافر العدالة الإجتماعية، إذ ادعى رفاييل بأن العدالة الإجتماعية لكى تتحقق لا مفر من توافر عنصران الأول، وجوب انطلاق جميع الشخصيات فى المجتمع من نفس الخط. والعنصر الثانى، هو مزاولة الحياد من جانب الجمهورية. وربط رفاييل العدالة الاجتماعية بفكرة الثواب والعقاب وأنها لا تتحقق فى مجتمع يسوده الوضع الحرج، ويسود فيه الفساد، إلا أن صرح أنه يقتضي أن يسود المجتمع فكرتى الكفاءة والإستحقاق

ويطلق عليه صامويل فليشاكير فى كتابه “تاريخ قصير من العدالة التوزيعية” وجود اختلاف ضخم بخصوص مفهوم العدالة الإجتماعية بين الفكر السياسي المحادثة والتقليدي. ساهم فليشكاير فى شرح تاريخ النقاس والكفاح الفكرى بشأن مفهوم العدالة الإجتماعية، فنجده يؤرخ للمفهوم لدى كلٍ من أرسطو وآدم سميث وروسو وكانط. وإن اختلفت مسميات الكُتاب بشأن ذاك المفهوم إلا أن جوهره يظل حاضر فى كتاباتهم، ذاك مع اختلافهم حول طبيعة المفهوم ووسائل وآليات تطبيقة. وقد اختلف فليشاكير عن رفاييل، حيث يحبذ فليشاكير إصطلاح “العدالة التوزيعية”، وقد استخدمه كمترادف للعدالة الإجتماعية. ورِجل فليشاكير خمسة محددات وقواعد أساسية بهدف تطبيق العدالة التوزيعية فى البلد. أولاً، يجب الإعتقاد باستمرارً أن كل فرد خير بطبعه ويحوز أشياء حسنة تستحق الإحترام. ثانياً، وجود مجموعة من الحقوق يقتضي احترامها. ثالثاً، تقديم حجج منطقية علمانية للوقوف على لماذا يود الأشخاص حرياتهم. رابعاً، وجود رغبة ذاتية من ناحية الأفراد لضرورة تحقيق العدالة التوزيعية. خامساً، أعطى فليشاكير مسئولية تحري العدالة التوزيعية للجمهورية وليست للأشخاص أو الجماعات