احداث انقلاب القذافي على ملك ليبيا .. وافق المجلس المنتخب الليبي يوم الثلاثاء 26 شباط/شباط، قرار رد الاعتبار لجلالة الملك الراحل إدريس السنوسي وأسرته.

وأشار المتحدث باسم مجلس النواب الليبي عبد الله بليحق، حتّى مجلس الشعب الليبي قام بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق ملك ليبيا السالف واسترداد الجنسية الليبية له ولأسرته و”تخزين حقهم في وبدل الإتلاف المادي والمعنوي”.

احداث انقلاب القذافي على ملك ليبيا

اعتلى الملك السنوسي العرش في أعقاب استقلال ليبيا، أول بلد في شمال إفريقيا ينال التحرر، عام 1951. لكن معمر القذافي أطاحه في انقلاب عسكري في الأكبر من سبتمبر/أيلول 1969، في ما عرف بثورة الفاتح.

لم يكتفِ القذافي حين انقلب على الثروة وأرسى دعائم حكمه المسمى “جماهيرية”، بطرد الملك، لكن جرده وجميع أشخاص العائلة المالكة من الجنسية الليبية وصادر ممتلكاتهم قبل طردهم من البلاد.

عقب ثورة الفاتح، سافر الملك إلى اليونان ثم لجأ سياسياً إلى جمهورية مصر العربية التي عاش فيها حتى موته عام 1983 عن عمر ناهز الـ 94 عاماً، قبل أن يقبر في البقيع حسب وصيته. أما بقية أفراد الأسرة المالكة فطلبوا اللجوء السياسي إلى المملكة المتحدة.

عقب سنين من إسقاط القذافي، وفي آذار/مارس عام 2014 تحديداً، قد قررت الحكومة الليبية الموقّتة إرجاع الاعتبار للملك السنوسي “بكونه باني ليبيا الجديدة ومؤسسها”.

لماذا رد الاعتبار؟

أوضحت وكالة الأخبار الليبية، آنذاك، أن المادة الأولى من الأمر التنظيمي الحكومي الرقم 146 للعام 2014، تضمنت تكليف هيئة الجوازات والجنسية وشؤون الأجانب تغيير سجلاتها في ما يرتبط الملك وعائلته واسترداد الجنسية الليبية إليهم.

مثلما إحتوت المادة نفسها توظيف إدارة الدفتر العقاري حصر الأملاك الخاصة بالملك المسافر وعائلته، والتي استولى أعلاها الإطار السالف، واقتراح الإجابات الممكنة لإرجاع هذه الأملاك لورثته الباقين على قيد الحياة.

عدا الظلم التاريخي الذي تعرض له الملك بحرمانه من العرش وتجريده من الجنسية الليبية دون ذنب وطرده في دولة أخرى، تعرضت شخصية الملك إدريس لحملة إفساد شكل متعمدة طيلة أربعة عقود، باتهامه بالخيانة والعمالة للغرب.

عدا الظلم التاريخي الذي تعرض له الملك بحرمانه من العرش وتجريده من الجنسية الليبية دون ذنب وطرده خارج البلاد، تعرضت شخصية الملك إدريس لحملة تشويه متعمدة على مدار أربعة عقود، باتهامه بالخيانة والعمالة للغرب.

كانت تجارب إفساد شكل سيرة الملك السنوسي محاولة لتبرير انقلاب ضباط الجيش بقيادة القذافي ضده، إلا أن التاريخ والكثير من الليبيين لم ينسيا نضاله في مواجهة الاستعمار وسعيه بهدف تشييد ليبيا القريبة العهد. وأتت خطوة مجلس الشعب الليبي بـ “رد الاعتبار” للملك السنوسي لإسدال الستار على هذه الأكاذيب التي روجها نمط القذافي.

يذكر أن ممنهجة الإعلام والثقافة الليبية، أعلنت عام 2016 تجهيز مسلسل عارم يوثق مسيرة الملك السنوسي من إصدار المنفعة واتحاد المنتجين الليبيين للإذاعة والتلفزيون واتحاد مونديال العاصمة المصرية القاهرة للأعمال الإذاعية والتلفزيونية.

وأشارت المنفعة على أن نادي إعداد المسلسل سيتضمن أساتذة تاريخ لضمان دقة البيانات الواردة فيه، ولذا ما اعتُبر مسعى أخرى لرد الاعتبار للملك الراكب وتصحيح الأكاذيب التي رُوّجت عن سيرته.