ماهو حكم المد العارض للسكون … القاعدة أنه لا يبدأ بساكن ولا يوقف على متحرك. … وحكمه جواز المد والقصر، والمد يكون بحجم ست حركات أو بمقدار أربع حركات فيكون فيه ثلاثة أوجه هي: القصر بكمية حركتين أو بمعدل أربع حركات أو بمقدار ست حركات

ماهو حكم المد العارض للسكون

هو المد الزائد على المد الطبيعي أو المتفرع منه بسبب همز أو سكون، ولذلك عرفه الأئمة بأنه إطالة الصوت بحرف المد عند ملاقاة همز أو سكون، وسمي فرعيا لتفرعه من الأصلي. والهمز واحد من سببي المد الفرعي سواء حدث الهمز قبل حرف المد أو بعده، فيكون الهمز سببا لثلاثة أنواع من المدود هي المد المتصل والمنفصل والبدل. والسكون هو المبرر الـ2 للمد الفرعي سواء كان السكون عارضا أم أصليا، ولا يكون سوى لاحقا لحرف المد فيكون السكون سببا لنوعين من المدود هما المد العارض للسكون والمد الضروري بكل أنواعه. وعلى هذا تكون أنواع المد الفرعي خمسة أنواع.
مد البدل

وفيه يتقدم الهمز على مده في حديث، أي يجيء الهمز أولا ثم يمد ولا يكون في أعقاب مده همز ولا راحة مثل (آمن) فأصلها “ءامن”، (أوتي)، (إيماناً)، (أوحي). وسمي بمد البدل لأن حرف المد فيه نظير من همزة ساكنة، أو لإبدال همزته الثانية حرف مد من جنس ما قبلها، فأصل (آمن) “أأمن” بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مقيمة، فأبدلت الهمزة الثانية المقيمة حرف مد ألفا لأنها من جنس حركة ما قبلها، وأصل (أوتي) “أؤتي” بهمزتين الأولى مضمومة والثانية ساكنة، فأبدلت الثانية المقيمة حرف مد واوا لأنها من جنس حركة ما قبلها وهي الضمة، كذلك منبع (إيماناً) “إئماناً” بهمزتين أيضا الأولى مكسورة والثانية ساكنة، فأبدلت الثانية حرف مد ياء لكونها مجانسة لحركة الكسرة قبلها.

والتسمية بمد البدل باعتبار الغالب والكثير، فمن أمثلة البدل ما لا يكون حرف المد فيه بديلا عن الهمزة مثل همزات (قرآنا) (مسئولا) (إسرائيل) لكنه ألحق بالبدل لتقدم همزه على مده.

وحكم مد البدل هو ضرورة قصره بقدر حركتين ليس إلا لحفص وجميع الأئمة، ويلقب مدا جائزا لجواز مده وتوسطه وقصره لدى ورش من سبيل الأزرق. ووجه قصره لحفص ومن وافقه هو تدهور سببه، لكون همزه متقدما على حرف مده. ووجه جواز توسطه وإشباعه عند ورش من سبيل الأزرق هو مجاورة الهمز لحرف المد، ومعروف أن الأزرق يمد المنفصل والمتصل مدا مشبعا بحجم ست حركات.

والخلاصة أن مد البدل من فئة المد الفرعي الجائز ويمد بحجم حركتين لاغير لحفص.

إذن فمد البدل هو حكم تجويدي يلحق بالكلمات التي يجيء بها حرف مد بعد همز. وحكمه الجواز، وهو في المنبع عبارة عن همزتين الأولى متحركة والثانية قاطنة. إذا تحققت هذه الحالة أدخلت الهمزة الثانية في الأولى فأبدلت الهمزة الثانية مدا من جنس حركتها.

 

المد اللازم

والمد الأساسي سمي لازما للزوم مده بمعدل ست حركات وصلا ووقفا لدى جميع العلماء والأئمة، فقد أجمعوا على لزومه حالة واحدة حال الوقف والوصل لا يزيد ولا ينقص عن الحركات الست، مثل (والصافات صفا) ولنعلم بأن الحرف المشدد بحرفين فمثلا (حاجك) أصلها “حاججك” ثم ملجأ الحرف الأول وأدغم في الثاني.

وينقسم المد اللازم إلى كلمي وحرفي، وكل من القسمين يقسم إلى مخفف أو مثقل.

الأساسي الكلمي المثقل: هو ما يكون فيه عقب حرف المد حرف قاطن سكونه ضروري في خطبة واحدة مع إدغام ذلك الحرف الساكن في غيره فيصيران حرفا واحدا مشددا مثل (دابة)، ولذا القسم يكون أول السورة مثل (الحاقة) ويكون وسطها مثل (وحاجه قومه) ومثل (آلله أذن لكم)، ويكون آخرها مثل (ولا الضالين). وسمي ذاك المد كلميا لاجتماع المد مع الراحة في خطبة واحدة، ومثقلا لكونه مدغما أي مشددا.

الكلمي المخفف: وهو أن يأتي في أعقاب حرف المد حرف ساكن سكونه لازم في كلمة واحدة من غير إدغام لذا الحرف في غيره، ولم يبقى ذلك القسم من الضروري الكلمي المخفف سوى في كلمتين في كتاب الله الخاتم هما (آلآن وقد كنتم به تستعجلون) (آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين)، فكلمة (آلآن) كررت في موضعين من سورة يونس فبالاستماع للكلمة نجد الهمز ممدودا بعده راحة اللام. وسمي كلميا لاجتماع المد والسكون في حديث، ومخففا لعدم الإدغام فيه، ومنبع الكلمة (أألآن) همزة في أول الكلمة ودخلت أعلاها همزة الاستفهام وأبدلت الهمزة الثانية حرف مد ألفا من جنس ما قبلها، ولذلك لزم المد مشبعا بمقدار ست حركات. وهاتان الكلمتان فيهما ايضاً تسهيل الهمزة الثانية بين بين بلا مد، وهذان الوجهان جائزان لحفص ولجميع الأئمة وإلى ذلك لفت الإمام ابن الجزري في طيبته بقوله:

وهمز بلغ منك ألله أذن أبدل لكل أو فسهل واقصرن

وأما المد الأساسي الحرفي فنوعان: مد حرفي مثقل ومد حرفي مخفف