يوم 17 فبراير نكبة وطن 2022 .. ونحن نعيش ذكراها العاشرة، هناك من يدْعوها ثورة وهنالك من يدْعوها مصيبة!!.. أما أنا فأسميها انتفاضة، انتفاضة شبابيّة الوسيلة، شرعية المتطلبات والغايات، مطالبها لم تتعدى حقوق المواطنة في العيش الكريم في جمهورية ذات أموال وهبها الله لها، وقد كانت بمنطلق تظاهري سلمي، استُغِلت الانتفاضة وتم تحويلها إلى اصطدام مسلّح، سحبّ الدولة إلى تقاتل إقليمي رهيب، أفضى إلى تشرذم الليبيين وانقسامهم، وتأكد حينئذ الجنوح بفبراير إلى أهداف وأهداف، لم تكن يوما مطلبا شعبيا، فكانت للأيادي الخارجية بصمتها وأثرها الهائل الخطير، وها نحن لازلنا نتكبد نتائج هذا وتداعياته حتى حالا.

يوم 17 فبراير نكبة وطن 2022

المحصلة أن نمط حكم كان قائما فانتهى، واستبدل بنظام أحدث أكثر فوضوية وغوغائية
كنا نأمل للتصحيح للأفضل لكن هذا لم يأتي ذلك فتغيرنا للأسوأ، وهذه حقيقة لا ينكرها سوى جاحد!
حالا لن ينفعنا البكاء على الأطلال، ولن تحظر عنا فوضى الواقع وتماسك المعاناة طموحنا في التحويل إلى الأفضل
حالا في أعقاب هذه العشر العجاف، يقتضي أن نكون قد اقتربنا أكثر إلى مدة إرجاع التفكير وتحكيم الذهن لا العاطفة، فلن يفيدنا التمترس وراء المكابرة والعناد
نحن اليوم في مسيس الاحتياج للتمسك بثوابت وطنية واحدة، بؤرتها المصير المشترك في وطن فرد يجمع كل الليبيين دون أي تحفظ أو استثناء
نحن اليوم يقتضي أن نصبح اكثر نضجا من ذي قبل ولقد صقلتنا لكن “عصرتنا” مكابدة عشرة أعوام قاسية، ولم يعد أمامنا إلا الانطلاق إلى الأمام لإحداث التغيير المأمول إلى الأجود والأحسن بحول الله
إنه ليس في أعقاب العسر سوى اليسر، فلنجدد الأمل وننطلق سويا إخوة متحابين متصالحين متسامحين نتعاون لتشييد ليبيا الحديثة، دولة عصريّة مدنيّة يتساوى فيها كل الليبيين حقوقا وواجبات

أجزم أننا قادرون على تخطي العوائق والإتيان إلى بر السكينة، بالإخلاص والتصالح والتسامح والله ناصرنا ومؤيدنا وإلى الأمام.

 

هل أنجزت ثورة فبراير أهدافها

يقول النائب عرفان العبيدي، عضو مجلس النواب الليبي، إن “العديد من النتائج الجيدة والمحفزة تحققت في الدهر الراهن، أكثرها أهمية أن صوت الجميع أمسى مسموعا”.

وألحق في تصريحاته لـ”سبوتنيك”، اليوم الاثنين 17 فبراير/شباط القائم، أن “الأهداف التي غادر أجلها الشعب الليبي في 2011 لم تتحقق في أعقاب”.

ويرى أن “ما يصدر هذه اللحظة هو تعديل لمسار شباط/شباط بثورة الكرامة، لإنعاش ليبيا من الجماعات الإرهابية والمليشيات”.

وبيّن أن “المخاض الذي مرت به ليبيا طوال الأعوام السابقة سيكون له نتائجه الغير سلبية خلال الفترة القليلة المقبلة”.

“تسع عجاف”

تقول الكاتبة والمحللة السياسية عفاف الفرجاني، إن “التسع العجاف” التي شهدتها ليبيا منذ العام 2011 تمثل كارثة للشعب الليبي وليست ثورة، مثلما يدْعوها القلائل.

واستطردت في حديثها لـ”سبوتنيك”، الاثنين 17 فبراير/فبراير، أن “ليبيا تتعرض لسائر أشكال الدمار على معدلات عديدة اعتبارا من البنى التحتية وصولا للفكر والحريات وقوت الشعب اليومي”.

وترى أن “الوضع الاستثماري الليبي في الزمن الراهن هو الأسوأ عقب عجزها عن غلق مطلب المدني اليومية من قوت وعقاقير وخدمات أخرى، وأن الحصيلة الليبي استنفذ طيلة السنين الماضية، بينما تعاني ليبيا من قلة تواجد في العديد من الخدمات”.

وأكدت إلى أن “تيار الرئيس الواحد من أفراد الرحلة، معمر القذافي، يتكبدون حتى الآن من السجن غير القانوني في الداخل الليبي، كما أن أنصار شباط/فبراير انقسموا في الزمن المتواجد، بين تأييد الوفاق والنشاطات العسكرية التي يقودها الجيش”.

وأشارت أن “العدد الكبير من أنصار النظام السابق يؤيدون العمليات العسكرية هذه اللحظة، ويقفون بين جموع المنشأة التجارية العسكرية كونهم يعرفون ضرورة وأهمية استرجاع الأمن والاستقرار للوطن”.

من ناحيته، قال النائب محمد معزب، عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إنه عاصر العهود الثلاثة مرورا بالعهد الملكي وعهد القذافي والفترة الراهنة.

وأزاد في تصريحاته لـ”سبوتنيك”، اليوم الاثنين، أن “العهد الملكي كان زاهرا بالحريات والحراك السياسي، رغم حظره قيام الأحزاب، بل الجهد السياسي استمر طوال هذه المدة، كما كانت الوضعية الاقتصادية جيدة بأسلوب عارمة، حيث كان يشكل الجهد الحر 65%، ونسبة 35% هي أعمال مرتبطة بالجمهورية”.